السبت، 6 سبتمبر 2014

تجربة أو حبّ.

 
أتساءل إذا ما كان من الضرورة لمن يستذكر سيرة حياته أن يتناول حبّه الأول، أو "تجربته" الأولى، وأن يغوص في تفاصيل دقيقة، ما كانت لتعني له شيئاً في ذلك الزمن، زمن بدايات المراهقة. ألبعض في محاولته هذه، يعطي الأحداث تفسيراً مفعماً بالعبر والدروس وكأنّه الحكيم الأعظم، ويضفي عليها بعضاً من السحر والغموض ليثير الإعجاب والدهشة. فالمغامرة صعبة، وهو - البطل - أنجزها تامّةً، بعد ما عانى كثيراً، ولقي من الصعوبات ما يهدّ الحيل ويقصم الظهر، " ويا لهذا الفتى !". وإنّي، وإن كنت لا أودّ أن يفهم إنّي أنفي أهمّية المغامرة الأولى، أو أخفّف من صعوبتها أو حتّى، أن أنكر تأثيرها على النفس فيما بعد، أودّ أن أشير الى قناعتي في هذا الموضوع، وخلاصتها أنّ الحبّ الأول ليس حبّاً. ليس حبّاً حقيقيّاً صافياً قد نلتقيه فيما بعد، وقد لا نلتقيه أبداً. ألحبّ الذي يصير فيه الإثنان جسداً واحداً حقّاً. هو بالضبط – الحبّ الأوّل - إظهار لرغبة جنسيّة، حديثة، جامحة، تكوّنت في الذات للمرّة الأولى، ولا بدّ أن تطفو. هي بحقّ تجربة أولى. وهي واجبة الحدوث حتّى يتمّ ما كتب على الإنسان أن يكونه. أمّا أن نغالي بالحبّ الأوّل، وببراءته وأنّه "ما الحبّ إلاّ للحبيب الأوّل " ... أعتقد بأنّي أكوّر شفتيّ استهزاءً عند سماعي هذا اللّحن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق