السبت، 3 أغسطس 2019

بشري


 بشرّي


يا قطعة من القلب، يا جوهرةً على سجيّتها تعكس النور أضعافاً، يا متّكأ السماء يوم السماء تتعب من التحليق ... يا شامخةً كما الأرز، ومتواضعةً كما الوادي المقدّس... يا أرض الينابيع والجمال... يا نسائم الشفاء ... يا بشرّي يا عروسة الشرق.


بكِ عرفت فضائل المحبّة والأخاء والتعاضد ... لأنّ فيكِ من يسمع، ويفقه، ويردّ. في قلبكِ حنوّ لأنّ في رأسك شموخ. وفيك العضد لأنّ زادك نخوة وإقدام. وفي عقلك رؤية ثوريّة محكمة. أنتِ رفيقة الحزانى لأنّ في قلبك رحمة، وأمّ الغريب لأنّك محبّة صافية. 

وبكِ أيضاً عرفت الغضب والكيد والنكايات... لأنّ فيك أيضاً من لا يسمع ولا يفقه ولا يردّ إلاّ بردّات الفعل الغرائزيّة الفالتة في مكان، وتلك الكلمات القاسية التي تطفو بفطرة وتلقائيّة.وما أن تلفظينها، تلك الكلمات، بجهارة ملفتة حتى تلفظينها عنك بجدارة مدهشة.   

وبكِ يا بشرّي عرفت جمال الوحدة الإنسانيّة يوم تجب، وبشاعة التفرقة في ساعات التخلّي. وأنتِ وحدة وتفرقة في آن ... علو وهبوط مستمرّ كمن يركب الموجة... ولكن تقدّم مستمرّ، فالموجة أبدأً في حراك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق