جبران في جامعة سيّدة
اللويزة.
معرض للوحات جبرانيّة
تعرض لأوّل مرّة.
قد يبدو أنّ أمر هذا المعرض طبيعيّ:
فمن البديهي أن يقام، في حرم جامعة هي من الأعرق والأكبر والأهمّ من
بين جامعاتنا الوطنيّة، معرضاً لرسوم جبرانيّة، وإن غير معروضة من قبل، يضيف
للمهتمّين بالشأن الثقافي الوطني، وشأن الفكر اللبناني، إضافاتٍ جماليّة تؤكّد على
فائدة عملهم وجهدهم في الإضاءة على معالم هذا الفكر الممتدّ في أصقاع الأرض على
مساحة زواياه الأربع.
وبديهيّ أيضاً، أن يحمل على منكبيه أمر هذا النشاط الأكاديمي، الفريد،
المميّز، الدكتور أمين ألبرت الريحاني، وهو الباحث في الفكر اللبناني، المحافظ
عليه كما حدقة العين، والباحث أيضاُ في أمر النهضة اللبنانيّة المتراكمة منذ ما
يقارب القرنين وحتى الآن، وهو المقيم بين القمم النهضويّة فكراً وتحليلاً ودراسةً
ونقداً وإعجاباً.
ولكن ...
لا بدّ أن نضيف على البديهيّات تلك ميّزتين أساسيّتين لهذا النشاط،
تتكاملان ولا تتعارضان:
أوّلاً، إنّ الوجوه التي رسمها جبران، وهي الآن في مكانها المخصّص لها
في الجامعة، هي وجوه حقيقيّة، أيّ أنّها وُجدت بالفعل وجلست أمام جبران في محترفه
الوقت الكافي ليتسنّى له رسمها. في الأمر كلاسيكيّة رسم أكيدة، ولا بدّ، منطقيّاً
على الأقلّ، أن تكون الرسومات مصادقٌ عليها من أصحابها، من مثل ميّ زيادة، أو أمين
الريحاني، أو جبران نفسه. وهذا أيضاً يعني أنّ الشخص – الموديل – لا بدّ أنّه أضاف
إلى ذات جبران شيئاً من ذاته.
ثانيّاً، إذ لم يكن جبران كلاسيكيّاً في رسومه، ممّا قد يناقض الميزة
الأولى التي تحدّثنا عنها، فإنّه سيعمل على تجريد الوجه، أيّ أنّه سيضيف تحويراً
للوضع أو إغماضةً للعينين أو عقدةً للجبين، ممّا سيجعل هذه الرسوم تولد جبرانيّة
في أشكالها وحركتها، لتصبّ في عالمه الخاص، مع الإبقاء على ميزاتها الثابتة في
الجبهة والعين والحواجب وغيرها.
وبعد ...
ها المعرض في مكانه في صرح جامعة سيّدة اللويزة، وفي ظلال رئاستها
ومجلس إدارتها، وتحت عباءة جبران نفسه. وفيه نردّد مع جبران:
" إن كان العلم سلّماً ترفع الإنسان الى ما وراء الكواكب، فالفنّ
هو العزم الذي يبني ويبقي درجات تلك السلّم".
د. طارق الشدياق
رئيس لجنة جبران الوطنيّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق