عادت "المهاجر"
للوهلة الأولى
شعرنا أنّنا أمام الصفحة الأولى من المهاجر القديم، مهاجر "أمين الغريّب".
ومن كان مثلنا لا يمكنه إلاّ أن يطيل النظر في الصفحة الرئيسيّة قبل أن ينتقل
ليتصفّح ما بقي من أوراقها، ذلك أنّ لها في قلوبنا صرحاً من الحنين، وجمراتٍ من
العاطفة. حنينٌ مصدره قلب جبران يوم كان يكتب لها مقالات وأقاصيص جُمع معظمها في
كتاب سيصدر بعد عشر سنوات من تاريخ نشر أوّل مقالٍ، كتاب "دمعة
وابتسامة". وعاطفة منبعها ذلك الزمن الغابر، الزمن الجميل، زمن النهضة في
شرقتا الحبيب. ففي هذه الصحيفة، وتحديداً في العام 1905، نشر جبران أوّل مقال له،
وسيتبعه مقلات عديدة حتى وفاة "أمين الغريّب".
قد يكون أهمّ ما
في هذه النسخة المتجدّدة هي أنّ مواضيعها تلعب دور همزة الوصل ما بين لبنان المقيم
ولبنان المغترب. ونحن بأمسّ الحاجة اليوم إلى من يلعب هذا الدور. فلن ننسى أنّ
أجمل ما كتب عن لبنان في ذلك الزمن، لبنان الطبيعة والجغرافية، والمجتمع والثقافة،
والبراءة والطهارة، كتب على صفحات هذه الصحيفة المهجريّة. وإنّ أهم ما عرفناه عن
المهجر كان معرفتنا عن أحوال المغتربين وعن إبداع المهاجرين. "المهاجر"
هي صلة وصلِ أساسيّة فلنعمل على أن لا تنقطع.
إنّنا من القلب نشكر
القيّمين على هذه الصحيفة المتجدّدة، "المهاجر"، ننحني أمام شجاعنهم
وصلابة إرادتهم. ونشدّ على أياديهم فرداً فرداً، الناشر: الجامعة
اللبنانية الثقافية في العالم بشخص رئيسه المهندس ألبير متى، ورئيس التحرير العام:
وليد موراني. ونخضّ بالشكر رئيسة تحرير الطبعة العربية: الصديقة سمر نادر وكذلك رئيسة
تحرير الطبعة الإنكليزية: فرنسيس جاين موراني. ونقول مع جبران: "سرّ إلى الأمام
ولا تقف البتّة، فالأمام هو الكمال. سرّ ولا تخش أشواك السبيل، فهي لا تستبيح إلاّ
الدماء الفاسدة."
د. طارق شدياق.
رئيس لجنة جبران الوطنيّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق